التقارير

السودان في معركة المصير.. وزارة مالية ولاية الجزيرة ترفع راية التعبئة الشاملة وتوجه الموازنة لدعم المعركة

الجزيرة :- تاج السر ود الخير

في منعطف تاريخي حاسم، يشهد السودان أعظم تحديات وجوده كدولة ذات سيادة، حيث تتصاعد موجة التعبئة الوطنية إلى مستويات غير مسبوقة رداً على سقوط الفاشر عاصمة إقليم دارفور في قبضة مليشيا الدعم السريع الإرهابية. هذا الحدث الجلل لم يكن سوى محطة في مسيرة الخيانة الطويلة التي تمتد جذورها إلى قوى الظلام والإرهاب المدعومة إقليمياً.

ولاية الجزيرة تتحول إلى قلعة للصمود والمقاومة

في مشهد يعكس الإرادة الوطنية الصلبة، انعقد الاجتماع المشترك لحكومة ولجنة أمن ولاية الجزيرة برئاسة الوالي الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير ليعلن للعالم أجمع أن إرادة الشعب السوداني أقوى من كل مؤامرات الخونة والمرتزقة. جاء القرار التاريخي بالتعبئة العامة والاستنفار الكامل وفتح معسكرات التدريب النوعي تأكيداً على أن شعب الجزيرة الأبي لن يقف مكتوف الأيدي أمام الزحف الإرهابي الذي يهدد كيان الوطن.

الموازنة المعدلة.. من وثيقة مالية إلى عقد اجتماعي جديد

في خطوة تاريخية تعكس عمق الانتماء وصدق التضحية، أجاز مجلس حكومة ولاية الجزيرة مقترح الموازنة المعدلة للعام 2025م، والتي جاءت لتواكب متطلبات المرحلة من إعادة الإعمار ودعم المجهود الحربي. هذه الموازنة تتحول من وثيقة مالية روتينية إلى عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمواطن، حيث تترجم الموارد إلى فعل مقاوم وعمران. وقد أوضح الوالي أن الموازنة تهدف إلى تطبيع الحياة، وتقديم الخدمات، والمضي في مسار التنمية، إلى جانب دعم الجهود الحربية في ظل الأوضاع الراهنة.

من الفاشر إلى الجزيرة.. جرائم لن تمر دون عقاب

لقد كشفت مليشيا الدعم السريع عن وجهها الحقيقي الإرهابي في الفاشر، حيث مارست أبشع صور القتل الممنهج والترويع المنظم ضد المدنيين العزل. هذه الجريمة ضد الإنسانية لم تكن سوى حلقة في سلسلة الجرائم التي تمتد عبر ولايات السودان، حيث حولت المليشيات الإرهابية المدن الزاهرة إلى ساحات للقتل والدمار.

الاستنفار الوطني.. من القاعدة الشعبية إلى القيادة العليا

في استجابة وطنية عاجلة، أعلنت اللجنة العليا للاستنفار التعبئة العامة في جميع ولايات السودان، مؤكدة أن معركة الكرامة والسيادة قد دخلت مرحلة الحسم. هذا القرار التاريخي يمثل تتويجاً لمبادرة المقاومة الشعبية التي انطلقت بمباركة القوات المسلحة السودانية، لتحويل كل بيت سوداني إلى ثكنة للمقاومة، وكل شاب وفتاة إلى جنود أشداء في معركة الكرامة.

الجزيرة تنظم جهود المقاومة الشعبية والموازنة معاً

في ولاية الجزيرة، تجسدت روح المقاومة في أبهى صورها، حيث أعلن المديرون التنفيذيون بالمحليات عن دعم كامل للمجهود الحربي، وشدد الاجتماع على ضرورة رفع الحس الأمني والتوسع في الارتكازات المكونة من القوات المشتركة وتفعيل الشرطة المجتمعية. هذه الإجراءات تشكل نسيجاً أمنياً متكاملاً يحول الولاية إلى حصن منيع في وجه المليشيات الإرهابية. وقد أوضح وزير المالية والاقتصاد والقوى العاملة الأستاذ عاطف محمد إبراهيم أبو شوك أن الموازنة صممت أساساً لتغطية احتياجات الطوارئ والمجهود الحربي، مما يؤكد أن المعركة الشاملة تحتاج إلى تمويل شامل.

البرهان يقود معركة التحرير والشعب يساند

جدد الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني العزم على تحرير كل شبر من تراب السودان، مؤكداً أن الجيش وحلفاءه قادرون على تحقيق النصر تلو النصر. هذه الكلمات لم تكن مجرد خطاب، بل كانت تعبيراً عن إرادة شعب بأكمله يقف خلف قواته المسلحة في أحلك الظروف. وتأتي موازنة الجزيرة المعدلة كترجمة عملية لهذا الدعم، حيث يتم توجيه الموارد المالية بشكل مباشر لدعم مسيرة النصر.

الخيانة لن تمر والوطن سينتصر

لقد أصبح واضحاً للعالم أجمع أن المعركة في السودان هي معركة وجود وليست معركة حدود، هي معركة شعب يرفض الذل والهوان في وجه مليشيات إرهابية تمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية. ولاية الجزيرة بقرارها التاريخي في التعبئة العامة واعتماد الموازنة المعدلة تثبت أن السودان موحد في وجه العاصفة، وأن دماء الشهداء في الفاشر والجزيرة وكل بقاع الوطن لن تذهب سدى.

نحو تحرير كامل التراب السوداني

ها هو شعب السودان يكتب بأحرف من نور وفعل مالي منظم فصلاً جديداً من فصول الصمود والتضحية، فكما انتصر أجداده على المستعمر الغاشم، سيخرج منتصراً من هذه المحنة، وسيعود الحق إلى أهله، وسترتفع راية السودان عالية خفاقة على كل شبر من ترابه الطاهر. الموازنة المعدلة في الجزيرة ليست مجرد أرقام، بل هي بيان سياسي يعلن أن موارد الشعب ستوضع حيث أمنه ومستقبله. المعركة طويلة، ولكن النصر حليف أهل الحق، والسودان سيبقى حراً أبيض كما كان دائماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى