منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

السودانيون يتوقون لمدنهم وقراهم في 2025م احلام العام الجديد .. آلام الحرب وآمال العودة

تقرير :رحمة عبدالمنعم

مع إشراقة عام 2025م ، يعيش السودانيون تحت وطأة واقع أليم فرضته حرب طاحنة، مزقت أوصال الوطن وشردت الملايين من ديارهم. ورغم قسوة الظروف، فإن شعلة الأمل في قلوبهم لا تزال متقدة، وهم يتطلعون إلى العام الجديد ليكون عام الحسم والعودة إلى الحياة التي سلبتها الحرب.

حلم العودة إلى المدن والقرى
ليست الخرطوم وحدها في قلب السودانيين، بل كل شبر من هذا الوطن الذي عاشوا فيه وتعلقوا به ،يريد النازحون العودة إلى قراهم ومدنهم في الجزيرة ودارفور وكردفان ، تلك المناطق التي كانت شاهدة على حكاياتهم، ومهداً لحياتهم البسيطة والآمنة.
في الجزيرة، يحن السكان إلى أراضيهم الزراعية التي كانت تشهد مواسم الحصاد والفرح، وإلى قراهم التي كانت تضج بالحياة. وفي دارفور، يتطلع الناس للعودة إلى أودية الجبال والسهول الرحبة التي كانت مصدر رزقهم وأمانهم، وفي كردفان، ينتظر الرعاة والمزارعون لحظة العودة إلى وطنهم الذي أُبعدوا عنه قسراً.
أما الخرطوم، فقد كانت تمثل القلب النابض للسودان، المدينة التي جمعت كل أطياف الوطن، وكان يُطلق عليها القول الشهير “محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم”، في إشارة إلى حيويتها التي لا تتوقف، واليوم، ينتظر السودانيون عودة الخرطوم إلى سابق عهدها، مدينة تجمع الجميع، تعيش فيها الأرواح بسلام وتنشط فيها الحياة بلا خوف.

عام الحسم
ومع بداية العام الجديد، يحمل السودانيون أملاً عميقاً بأن يكون هذا العام عام الحسم، يرون أن الوقت قد حان لحسم مليشيا الدعم السريع، التي استباحت المدن، ونهبت الممتلكات،وعاثت فساداً في الأرض، عيون السودانيين متجهة نحو الجيش ، الذي يرون فيه حامي البلاد وأملهم الوحيد في استعادة الأمن والاستقرار.
يؤمن السودانيون أن الجيش، رغم التحديات التي واجهها، قادر على حسم المعركة وإعادة الأمور إلى نصابها. هذا الإيمان ليس مجرد أمل عابر، بل هو يقين مبني على ثقتهم في أن السودان لن يسقط تحت قبضة المليشيات، وأن العام الجديد سيكون البداية لمرحلة جديدة تُطوى فيها صفحة الحرب إلى الأبد.

أمل في المستقبل
على الرغم من الأوجاع التي تسببت فيها الحرب، فإن السودانيين لم يفقدوا الأمل. في قلوبهم إيمان عميق بأن الغد سيكون أفضل، وأن العودة إلى الحياة الطبيعية باتت قريبة، يترقبون لحظة الحسم التي ستُعيد النازحين إلى ديارهم، وتعيد للسودان كرامته واستقراره.
الأمل لا يقتصر على عودة الناس إلى منازلهم، بل يشمل أيضاً بناء وطن جديد يستحق أن يكون بيتاً آمناً للجميع.،يتطلعون إلى عام يتحقق فيه السلام، تُعاد فيه الخدمات، وتعود المدارس والمستشفيات للعمل، ويعيش فيه الأطفال بلا خوف أو نزوح.

الصبر طريق النصر
السودانيون، رغم كل المحن، شعب يتقن الصبر ويؤمن بأن الخير قادم، هم لا يرون في الحرب نهاية لحياتهم، بل بداية لتجربة جديدة تُعلّمهم قيمة الوحدة والتكاتف في تجمعاتهم، وفي حديثهم عن المستقبل، يظهر الإصرار على إعادة بناء وطنهم بأيديهم، واستعادة ما دمرته الحرب، بدءاً من مدنهم وقراهم الصغيرة، وصولاً إلى قلب الوطن الكبير.
وفي هذا السياق، يرفع الشعب السوداني شعار العودة القوية، العود إلى أرضهم وأحلامهم، وعودة الخرطوم، بما تحمل من تاريخ وحضارة، لتكون من جديد قبلة للسلام والمستقبل المشرق، ولن تكون هذه العودة مجرد حلم، بل هي قناعة راسخة بأن الحياة تستمر وأن الأمل هو المحرك الأقوى في مواجهة قسوة الحرب.

عام العودة والأمل
مع بداية هذا العام، يحمل السودانيون أحلاماً لا حدود لها، يرونه عاماً للحسم، عاماً لإنهاء الحرب، وعاماً للعودة إلى الحياة التي يستحقونها. ينتظرون فيه لحظة الانتصار، عندما يعود الجميع إلى ديارهم، إلى حقولهم ومزارعهم، إلى مدارسهم ومصانعهم، إلى مدنهم التي كانت يوماً مسرحاً لحياتهم اليومية البسيطة.
في قلوبهم يرددون دائمًا: “سنعود”. يعودون ليس فقط للخرطوم أو الجزيرة أو دارفور، بل إلى وطنهم كله، بكل ما يحمله من ذكريات وماضي وحاضر ومستقبل. عام 2025 لن يكون مجرد رقم على صفحات التاريخ، بل سيحمل معه قصة شعب صمد، وانتصر، وعاد ليعيد بناء وطنه من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى