أحدثت السلطات السعودية تحديثًا مثيرًا للجدل على منصة “قوي” الإلكترونية، المختصة بإصدار تأشيرات العمل الجديدة، حيث تضمن التحديث سحب الجنسية السودانية من قائمة الجنسيات المتاحة لإصدار تأشيرات العمل.
تُعد منصة “قوي” من أهم المنصات الإلكترونية في السعودية التي تُعنى بخدمات العمل، وعلى رأسها إصدار تأشيرات العمل والإقامات، حيث يتم من خلالها تقديم الطلبات ومعالجة البيانات للعاملين الأجانب في المملكة. وتتمتع المنصة برابط مباشر مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية.
وبحسب ما رصده عدد من المتابعين والمهتمين بملف العمالة السودانية في المملكة، فإن سحب الجنسية السودانية من المنصة يعني توقفًا مؤقتًا لإصدار تأشيرات العمل الجديدة للسودانيين، دون إصدار إعلان رسمي يوضح ما إذا كان القرار دائمًا أو مرحليًا.
وأشار مراقبون إلى أن هذا الإجراء المفاجئ قد يكون ضمن خطوات احترازية مرتبطة بموسم الحج، خصوصًا مع تصاعد التوترات الأمنية في بعض الدول المصدّرة للعمالة، مؤكدين أن المنصة قد تعيد إدراج الجنسية السودانية فور انتهاء الموسم أو استقرار الوضع القانوني والتنظيمي.
وتباينت آراء المحللين حول طبيعة القرار وخلفياته، حيث يرى البعض أنه خطوة تنظيمية مؤقتة، بينما اعتبر آخرون أن ذلك قد يشير إلى تغييرات أشمل في سياسات السعودية تجاه استقدام العمالة من السودان في ظل الوضع السياسي والأمني المتقلب في البلاد.
وقد أثار هذا التحديث قلق آلاف السودانيين الذين كانوا يعتزمون الهجرة إلى السعودية للعمل، حيث يشكّل السودانيون شريحة كبيرة من العمالة المؤهلة في قطاعات متعددة بالمملكة، من الزراعة والبناء إلى الرعاية الصحية والتعليم.
ورغم الضجة الكبيرة التي أثارها القرار على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أوساط الجاليات السودانية بالمملكة، لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من وزارة الموارد البشرية السعودية أو السفارة السودانية في الرياض بشأن التحديث أو أبعاده المستقبلية.
