منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

الروائي الكبير هاشم محمود يكتب التفكير التدميري

بداية التفكير التدميري كان في خريف 1988
وقف الجنرال في منتصف الطريق المؤدي الي كرن
في منتصف ارض تلك الأمة المؤمنة بربها والمعتمد علي نفسها
الكل في مزرعته حيث يعملون وكانهم خلية نحل
تقدم قليلا مجموعة من الشباب باحدي المزارع يعملون سأل لمن هذه المزرعة ؟
قيل لأحد مشايخهم
والي اليسار بساتين وحقول وفِي عينيه الف سؤال
واخرون يعملون في مزرعة مسكين لهم لم ينجب الا البنات
سال اين سوق هؤلاء القوم ؟
فرد عليه الجنود ليس لهم سوق وإنما يذهبون بمحاصيلهم الي كرن
اين وكيف يجتمعون وكانهم ابناء رجل واحد
قيل له لهم عاصمة خلف هذا الوادي تدعي دار النور
ولهم مشايخ وعلماء ولهم رموز من مؤسسي الجبهة فازداد اعجابا
للاسف لا اعرف منهم احدا!
فرد عليه احد جنوده حينها كنت انت كوماندوز في صف العدو وكانوا هم الثورة
فامر بأسره وإجراء التحقيق معه
ولما تقدم قليلا سال عن حادثة كانت قبل عشرة أعوام كيف لذلك الرجل ذَا الطول الفارع واللذي يرتدي ثوبا أبيض وينتعل حذاء ابيض ويمشي بين قومه مرشدا
كيف تحدانا في عدم إنزال العمامة من راْسه حينما طلبنا منه ذلك في وقفة ذكري الشهداء!
ومن يومها ترك التنظيم هذه العادة اي عدم
الإجبار علي رفع الطاقية والعمامة !
ولكن لاتنسوا هذا الموقف
فقيل له هذا شيخهم محمدعلي زرووم
فقرر في نفسه لابد لهذا القوم ان يدفعوا الثمن !
فكانت مناوشات كرن وتشريدهم وإجبار معظمهم الي اللجوء
محاولة بائسة لدخول المدينة دفعت الثورة خيرة ابناءها من اجل تحريرها .
ولم تتحرر
وبعد أعوام من ذلك بدات فصول إفسادهم بإنشاء سوق لهم وسط مزارعهم
واستهداف نجومهم ذات التأثير الديني
فكانت مرحلة الاخفاء القسري لابنائهم ومن ثم زرع الفتن بينهم
والعمل على شغلهم بسفهاء القوم وأن للصبر حدود وللنصر بطل يخلده التاريخ وليست كل خطوة تصحيحة تسرق
فالفجر قادم من براثن الظلام والظالم مقهور الي غياهب السجون
كي لاننسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى