منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
الاقتصادية

الدمج والتسريح وأعادة التأهيل: د.عبدالرحيم الحسن

ولأن كل الحروب إلي نهاية، بعد أن تحقق أهدافها أو لا، فإنه لابد من معالجة آثار الحرب في كل المجالات وأولها معالجة آثار الحرب علي المقاتلين بدرء شرورهم في المستقبل، لذلك عمدت المجتمعات المحلية والعالمية الي برامج إعادة الدمج والتسريح وإعادة تأهيل المقاتلين.
الدمج والتسريح وإعادة التأهيل (DDR) :
هي عملية تهدف إلى إعادة المقاتلين السابقين إلى المجتمع المدني وجعلهم أعضاء منتجين ومساهمين فيه. وتتضمن هذه العملية ثلاث مراحل رئيسية:
• نزع السلاح: وهو عملية جمع الأسلحة من المقاتلين السابقين وإتلافها.
• التسريح: وهو عملية إخراج المقاتلين السابقين من وحداتهم العسكرية أو الجماعات المسلحة.
• إعادة التأهيل: وهو عملية مساعدة المقاتلين السابقين على التكيف مع الحياة المدنية وإعادة بناء حياتهم.
ويهدف DDR إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
• تقليل خطر عودة العنف: من خلال إعادة المقاتلين السابقين إلى المجتمع المدني، يتم الحد من خطر عودتهم إلى العنف أو الانضمام إلى جماعات مسلحة أخرى.
• بناء السلام: يساعد DDR على بناء السلام والاستقرار في المجتمعات التي خرجت من النزاع.
• تعزيز التنمية: يساعد DDR على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات التي خرجت من النزاع.
ويمكن أن تشمل أنشطة DDR مجموعة متنوعة من الخدمات، مثل:
• التعليم والتدريب: لتمكين المقاتلين السابقين من الحصول على مهارات مناسبة للعمل أو الالتحاق بالمدارس أو الجامعة.
• الخدمات الصحية: لعلاج الإصابات الجسدية والنفسية الناجمة عن النزاع.
• خدمات الدعم النفسي والاجتماعي: لدعم المقاتلين السابقين في التكيف مع الحياة المدنية.
• خدمات التوظيف: لمساعدة المقاتلين السابقين على العثور على عمل.
فيما يلي مقترح لدمج وتسريح وإعادة تأهيل المقاتلين في المجتمع:
المرحلة الأولى: التوعية وتغيير الوعي المجتمعي:
وهو توعية المجتمع بمفهوم الدمج وفوائده، وتغيير الوعي المجتمعي تجاه المقاتلين. وذلك من خلال:
• إطلاق حملات توعية إعلامية وثقافية.
• تنظيم ورش عمل وندوات ولقاءات مجتمعية.
• إشراك المقاتلين في أنشطة وفعاليات مجتمعية.
• دمج الطلاب المقاتلين في المدارس العادية، مع توفير الدعم والتسهيلات اللازمة لهم.
• توفير برامج تعليمية خاصة للمقاتلين، في حال عدم قدرتهم على الالتحاق بالمدارس العادية.
المرحلة الثانية: توفير البنية التحتية الداعمة:
تحتاج عملية الدمج إلى توفير البنية التحتية الداعمة، مثل:
• تعديلات في البيئة التشريعية والسياسية والمجتمعية.
• توفير وسائل النقل والمواصلات والخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية للمقاتلين.
المرحلة الثالثة: تدريب وتأهيل المقاتلين:
يحتاج المقاتلون إلى التدريب والتأهيل المناسبين، حتى يتمكنوا من المشاركة في المجتمع بشكل فعال. وذلك من خلال:
• توفير برامج تدريبية وتأهيلية لهم.
• توفير فرص عمل للمقاتلين، مع مراعاة احتياجاتهم الخاصة.
• دعم المقاتلين في تأسيس مشاريعهم الخاصة.
المرحلة الرابعة: تشجيع المشاركة المجتمعية
تحتاج عملية الدمج إلى تشجيع المقاتلين على المشاركة المجتمعية، وذلك من خلال:
• توفير فرص لهم للمشاركة في الأنشطة والفعاليات المجتمعية.
• دعمهم في التعبير عن آرائهم وأفكارهم.
• تشجيع الآخرين على قبولهم واحترامهم.
إضافة لبعض الاقتراحات الأخري:
 التركيز على إعادة تأهيل المقاتلين نفسيًا وعاطفيًا، للمساعدة في التغلب على آثار النزاع.
 توفير برامج إعادة تأهيل مهنية للمقاتلين، للمساعدة في الحصول على فرص عمل.
 دعم المقاتلين في بناء علاقات اجتماعية إيجابية، للمساعدة في الاندماج في المجتمع.
 تشجيع المقاتلين على المشاركة في أنشطة وفعاليات مجتمعية، للمساعدة في بناء الثقة والاحترام.
 التركيز على ضمان سلامة المقاتلين وعائلاتهم أثناء عملية التسريح. وذلك من خلال توفير الحماية لهم من العنف أو الانتقام.
 توفير برامج إعادة تأهيل للمقاتلين، للمساعدة في التكيف مع الحياة المدنية. وتشمل هذه البرامج إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي والمهني.
 دعم المقاتلين في المشاركة في المجتمع، للمساعدة في بناء الثقة والاحترام. وتشمل هذه المشاركة المشاركة في الأنشطة والفعاليات المجتمعية.
 إنشاء وحدات متخصصة لحماية المقاتلين وعائلاتهم أثناء عملية التسريح.
 توفير الضمانات الأمنية للمجتمعات التي يعيش فيها المقاتلون.
ويمكن أن تواجه برامج DDR مجموعة من التحديات، منها:
• النقص في التمويل: تتطلب برامج DDR تمويلًا كبيرًا، وقد يكون من الصعب الحصول على هذا التمويل.
• الاختلافات الثقافية والمجتمعية: قد تكون هناك اختلافات ثقافية ومجتمعية بين المقاتلين السابقين والمجتمع الذي يعودون إليه، مما قد يعقد عملية إعادة التأهيل.
• الافتقار إلى البنية التحتية: قد لا يكون هناك بنية تحتية كافية في المجتمعات التي خرجت من النزاع، مما قد يعقد عملية إعادة الدمج والتأهيل.
وعلى الرغم من التحديات، فإن برامج DDR يمكن أن تكون فعالة في إعادة المقاتلين السابقين إلى المجتمع المدني وجعلهم أعضاء منتجين ومساهمين فيه.
الخاتمة:
إذا قلنا أن وقود الحرب هم الأفراد المقاتلون والذين تستقلهم بعض الكيانات السياسية او العشائرية أو طموح بعض الافراد الذين يملكون القوة المادية والتأثير الإجتماعي والسياسي ، فمن باب أولي هو قفل هذا الباب بدمج وتسريح وإعادة التأهيل للمقاتلين في المجتمع، هو عملية مهمة وضرورية، لتحقيق الاستقرار والسلام في المجتمعات التي خرجت من النزاع. ويمكن تحقيق هذه العملية من خلال التوعية وتغيير الوعي المجتمعي، وتوفير البنية التحتية الداعمة، وتدريب وتوفير برامج إعادة تأهيل مهنية وفرص عمل وتأهيل المقاتلين إجتماعياً ونفسياً، وضمان سلامة المقاتلين وعائلاتهم وتشجيع المشاركة المجتمعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى