التقي البشير الماحي يكتب :المؤسسة العسكرية احرصوا على الديمقراطية توهب لكم السلطة
“نشر معهد المشروع الأمريكى American Enterprise Institute تقريرًا لـ«ريبيكا بورجيس»، مديرة برنامج المواطنة الأمريكية بالمعهد، حول ميل المواطنين الأمريكيين إلى اختيار الأفراد ذوى الخلفية العسكرية (المحاربين القدامى بالجيش الأمريكي) للمناصب والوظائف القيادية وتفضيلهم وإعطائهم الأولوية فى ذلك عن المدنيين الذين لا تحتوى سيرهم الذاتية على أية خبرات عسكرية، فضلًا عن ثقة الرأى العام الأمريكى بشكل عام بالمؤسسة العسكرية الأمريكية والتى لا تضاهيها أى مؤسسة أخرى على الإطلاق اجتماعية كانت أو حكومية”
التقرير أعلاه صادر من مركز بحثى أمريكى حول تفضيل الناخب الامريكى للأشخاص ذوى الخلفية العسكرية وتفضيلهم لهم عند الانتخابات وهو امر حادث حتى داخل مؤسسة الرئاسة الأمريكية عند إسناد بعض المناصب التنفيذية لهم داخل تشكيلة الحكومة الأمريكية وكأن هناك حبل سرى يربط بينهما ولكن كل ذلك يتم وفق دستور متوافق عليه منذ أمد بعيد فالمؤسسة.
العسكرية الأمريكية مؤسسة منضبطة تخضع للسلطة المدنية .
خضع السودان لفترة طويلة جدا تكاد تقارب عدد سنين استقلاله لحكم عسكرى شمولى لم يجنى منه السودان شئ بل ظل السودان متراجعا منذ استقلاله فى كافة المجالات وهو امر ظل على الدوام يدعو للدهشة والاستغراب لبلد حباه الله بكثير من النعم ورغم عن ذلك ظل على الدوام متزيل كل القوائم وفى كافة المجالات وهو برهان ساطع على فشل حكم الانظمة العسكرية فى كل دول العالم .
عان الشعب مرة وقد عانت الاحزاب التى تبنت تلك الانقلابات مرتين حيث أن التبنى اخذ عدة أشكال مرة بالسكوت واخرى بالمساندة وآخرها بالتمويل والتخطيط والتنفيذ لتجنى ثمار ذلك العمل حشفا وسوء كيل .
هذه المعاناة صاغها الرائع حميدا شعرا عندما قال
مرة شافت في رؤاها ٠٠٠ طيرة تاكل في جناها ..
حيطة تتمغي وتفلع ٠٠٠ في قفا الزول البناها ..
اما انقلاب الاسلاميين وخلافهم الشهير فإن افضل من عبر عنه بالكلمات الراحل الدكتور جون قرنق صاحب البديهة والردود الذكية الساخرة عندما قال ” والله شفنا ثورة تاكل بنيها لكن ثورة تاكل ابوها دا اول مرة نشوفو ”
وذلك بعد المفاصلة الشهيرة والتى حدث فيها ما حدث
ان الرابح الاكبر من النظم الديمقراطية تظل المؤسسة العسكرية تدريبا وتأهيلا وسلاما .
وتظل الأبواب مشرعة لها لممارسة حقها وفق الدستور