التاج السر ود الخير يكتب : أدركوا المواطن.. فقد أهلكته الحرب
تابعنا كثيراً من الشهادات لسودانيات تحدثن فيها عن ما تعرضن له من اعتداءات وانتهاكات بحقهن من قبل المليشيات المتمردة والتي تستحق اسم الدعم الصريع..
ومنذ اندلاع القتال بين الجيش ومتمردي الدعم الصريع عاشت بعض السودانيات واقعاً أليماً ووضعاً مخزياً ومخجلاً جراء ما حدث من انتهاك لحرمتهن بصورة وحشية.. وقد تم توثيق “أعمال قتل مروعة وعنف جنسي” في السودان بحسب روايات تفصيلية لشهود عيان..
ووثق ناجون من النزاع في السودان، وأعضاء من المجتمع المدني السوداني ومراقبين- كما أفادت وسائل إعلام’ “أنماطاً مقلقة” من الانتهاكات الجسيمة والتي كان “التهجير القسري قاسماً مشتركاً فيها”.
ونكّل متمردون بمواطنين أثناء فرارهم، وضربوا كبار السن بالسياط والعصي، وأطلقوا الرصاص على شباب فقُتل عدد منهم، ولم تترك لهم أي أموال أو هواتف محمولة، وجردت النساء من الحلي والذهب..
المتمردون دخلوا منازل وانهالوا على أهلها بالضرب وسألوا عن الذهب والممتلكات ونهبوها تحت تهديد السلاح.. كما “هاجموا قرى وقتلوا المدنيين، ونهبوا الممتلكات بما فيها الذهب والسيارات واخرها م كشفته امس منصة نداء الجزيرة عن معاودة مليشيا الدعم الصريع هجماتها على منطقة غرب الجزيرة، حيث شنت نهار اليوم الجمعة هجوما على قرية ” أم مليحة” بريفي طابت التابعة لمحلية الحصاحيصا، ونتج عن ذلك إستشهاد ستة مواطنين
كما نتج عن الهجوم إصابة عدد من المواطنين لم يتسنى حصرهم
سيناريو يتكرر في معظم مناطق البلاد التي شهدت وحصرت آلاف الجرائم والانتهاكات، وتظهر كل يوم موجة جديدة من جرائم وانتهاكات الدعم الصريع الذي يسارع دائماً لنفي صلته بهذه الانتهاكات المروعة بحق المواطنين..
نحن كنازحين وغيرنا ممن ضربوا في الأرض هرباً من البطش والتنكيل، نواجه واقعاً متناهي الصعوبة بعد أن فقدنا كل شيء بنيناه طوال سنوات من عمرنا ولم يبقى لنا سوى ذكريات، ولا زلنا نتعلق بأمل حسم هذه الحرب اللعينة وهؤلاء المتمردين الذين زرعوا الألم في كل بقاع الوطن الذي سعوا لتمزيقه وتهجير أهله من أجل مشروعهم الاستعماري..
نقاسي كنازحين الأمرين بعد أن أصيبت مفاصل الحياة عندنا بالشلل وتحطمت آمالنا في مستقبل زاهر لأبنائنا وأسرنا ولا نعرف إلى متى سيستمر هذا الكابوس اللعين فنحن نواجه سرطاناً خطيراً متطوراً ومسنوداً من الخارج انتشر في مفاصل البلاد وتجري معالجته بشتى الوسائل المتاحة وقد يتطلب الاستشفاء منه صبر وطول عناء..
فترة المعالجة والاستشفاء هذه يجب أن يجد فيها المواطن المغلوب على أمره وأكثر الفئات تأثراً بهذه الحرب، الإسناد النفسي والمعنوي والمادي والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات التي تعوضه بعض ما لحقه من الضرر..
أدركوا المواطن فقد بلغ منه التعب مبلغاً بعيداً..