منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

الاعلامي معتصم محمد الحسن يكتب _ الدين بين العبادة والسياسة والتجارة

إن الاسلام ينادي بالحرية ويقوم عليها وهي ليست مجرد حرية في مواجهة الأخرين بل هي أولا في مواجهة أنفسنا فالإسلام لا يمنع حرية الرأي ولاحرية الإختلاف والإجتهاد؟!
فالاسلام أكبر من كل مايريد له المتاجرون به والذين جعلوه تجارة وأخرجوه من أهدافه فأصاب المجتمع الإسلامي الدمار والخراب وكما يقولون: إن الدين عندما يكون عبادة يكون الناس في راحة وحينما يصبح تجارة تضيق الحياة ويصيب الناس الخوف والفزع والفشل
عندما كان الفرد العادي يقول: لأمير المؤمنيين
( والله لو راينا فيك إعوجاجا لقومناه بحد السيف) كان الأمير يسير مطمئنا بين الناس وكان الاسلام قوة وكان الناس في أمن وأمان وحينما قال عبد الملك بن مروان للناس:
من قال لي بعد مقامي هذا إتق الله ضربت عنقه كان الخليفة يسير مرتجفا مذعورا بين الناس.
إن الاسلام ينادي بحرية الإجتهاد الذي هو المصدر الرابع من مصادر الشريعة الإسلامية بعد الكتاب والسُّنة والإجماع كما إنه ليس من حق أحد أن يغلق بابا للراي أو الإجتهاد ولكل منهما مفتاح ولكن هل إمتلاكي لصفحة في مواقع التواصل دون قدرات ولا إمكانيات يعني إمتلاكي مفتاح مطلوبات الاجتهاد والتحليل وتصنيف هذا ملحد وهذا كافر وهذا أقرب إلي لله وذلك أبعد ؟!
إن الإمكانيات والقدرات للتحليل والتفسير هي المفتاح لا الصفحات والمنصات والمواقع
إن لكل منا قدرات ودرجات من العلم والمعرفة في مجالات ومواضيع مختلفة تقل وتكثر بين فرد وأخر (ذَلِكَ مَبۡلَغُهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ)
وبافتقاد تلك المطلوبات يصبح أمر التحليل والتفسير والإجتهاد جهلا وتضليلا وتجارة ودغدغة للمشاعر وتكبيل بفعل إنتماء سياسي أو ديني أو ارضاء لفئة أو جماعة
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَاۤئضِینَ)
فليس من الدين ولا الأخلاق ولا العدل عندما نحكم من خلال معايير مختلة وموازين ناقصة وفاقدة للعلمية والادوات التحليلية سوى جهاز محمول ذكي وصفحة فيسبوك ودغدغة مشاعر
نهاية الإرسال
* ها هو سيدنا إبراهيم مخاطبا ابيه
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا)
* إن جلوس الانسان في ما يناسبه من مقعد ومقاس من الدين وحسن الخلق وبكدا الدنيا بتمشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى