منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
مقالات

الإطَاري وإعترافاتُ البَشير..ذَرٌ للرمَادِ في العُيُونْ بقلم/مُحمّد عُكاشة

خرجَ الرئيسُ عُمرُ البشير من طَوطمِه بَمحبسِه الرغيدُ يزعُمُ ماتداولتهُ وسائلُ الإعلام وما يلهجُ بهِ البعضُ يَعدُونهُ اعترافاتٍ هامةٍ في سِياق مُحاكمتهِ المُتطاولةُ علي ذمةِ عِدةُ اتهاماتٍ أدناها الانقلابُ علي سُلطة النظام الديمقراطي.
إستخدامُ عِبارةُ إعترافٍ هُنا هي تجاوزٌ إلا أنْ تكونَ للإستدلالِ بها قَضائياً غيرَ أنّ حقيقةَ ما قالَ بهِ أنهُ وآخرينَ اثنينِ من العَسكريين وهم ثلاثةٌ رابعهُم البيانُ الأول في الثلاثينِ من يُونيو عام 1989 من القرنِ الماضي لهي شهادةٌ تفتقرُ الصِدقَ التامَ فالبشيرُ حَيٌ يُرزقُ رئيَساً لجُمهورية السُودان يُشاهدُ الدكْتور حَسَنْ التُرابي في قناةِ الجزيرة الفضائية يُدلي بشَهاداته يُؤكدُ يَجزمُ بأن انقلابَ الإنقاذِ لم يَتشاركهُ أحَدٌ من العسكريين حتي كوادرَ الإسلاميين داخلَ الجيش وإنِما قامت بهِ كوادرُ الحركة الإسلامية المَدنيين وأنَ إختيارَ مجلسَ قيادةِ الثورة جاءَ تمثيلاً لوحَدات الجيشِ مع مراعاةٍ للجِهويات بل مضي إلي إيرادِ حقيقةٍ لايتلاحي عِندها إلا مِغلاطٌ يَتلَجلجْ بأنَ العميد عُمر حَسن هو لايعرُفهُ من آدم وهو لم يكُنِ القائدَ المُفترض للانقلاب وإنما تمَ اختطافُه خَطفةً من مناطقِ العمليات بديلاً للقائدِ الأساسْ عُضو التنظيم الإسلامي مُختار حَمدين الذي قضي في حادثةٍ قبلَ بضعةَ اسابيعَ من ساعةِ الصفر المُحددةِ بل مضي إلي “الاعتراف” المُحققْ والشهادةُ الموثُوقةُ بأنّ عمر البشير ذاتهُ لا علاقةَ له بتنظيمِ الإخوان المسلمين ووقعَ عليه الإختيارُ لكونِ مُعظمُ أشقائِه كوادرُ إسلامية مًلتزمةَ وأنهُ التقاهُ يومَ الأربعاء قبلَ الإنقلابِ بيومين ليَذهبَ هو إلي “القصرِ رئيساً والترابي إلي السَجنِ حبيساً” أو كَما قال.
حَديثُ السيّد عُمرُ البشير بآخرهِ يَنِدُ مَنضُوماً لذَرِ الرمَادِ في العُيون يتضمنُ جُملةَ رسائلَ فالاتفاقُ السياسي الإطاري الذي تمَ توقيُعهُ في الخامسِ من ديسمبر الجاري بين العَسكر بشِقيهمِ والمجلسُ المركزي لإعلانِ قُوي الحُريّة والتغيير يَستعيدُ فيه الأخيرُ دَورهُ مَنقوصاً للانتقالِ الديمقراطي يُجابهُ حَملاتُ مُعارضةٍ تتصاعدُ خصُوصاً تياراتُ الإسلاميين علي الرُغم من استعادةِ (التمكين) لهم مرةً أخري بإعلانٍ مُباشرٍ يتقصُدهُ الفاعلُ الرئيسُ من وراء “سيادة” الفريق البُرهان ومجلسِه المُوقر.
تَصريحاتُ البشير ليست عَملاً مجانياً بلا ثمنْ مِثلما أنها ليسَت صَحوةُ ضميرٍ أو شَجاعةٍ واتت سَيّدنا عُمرُ وهو يعلمُ أنهُ بمنجاةٍ من العَذابِ وحُكمِ القضاء سواءَ قدمَ اعترافاتٍ أو تَوسدَ الجَابرة ولزمَ الصمتَ حتي يومَ الصُماتِ الأعظمِ حينَ يجتمعُ الخصومُ تُردُ المَظالم.
الإتفاق الإطاري هوَ مثلُ شهادةِ البشير ظِنينُ الحَقيقةِ ثم هو اتفاقٌ مُعّسرٌ لنْ يرقعَ فتقَ الإنقلابِ علي الوثيقةِ الدسُتورية حتي ولو تضمنَ البندُ الرابع عشر منهُ صَيرورةَ الحُكم إبَانُ عَاميّها مَدنيّاً ديُمقراطيّاً دونَ مُشاركة العَسكر.
الإتفاق الإطاري يَتكَففُه السيّد مبارك الفاضل تَضيقُ به أوعَيةُ المُشاركةُ السياسيّةُ مِثلمَا تضيقُ بنودُ الإتفاقِ عن الإحاطةِ بما يُحققُ انتقالةً جِديّةً نحو حكمٍ مدنيٍ ديُمقراطي.
الحَديثُ يقولُ به السيّدُ البشَير تَسبِقُهُ حَملاتٌ مُنتظمةٌ ضمنَ خُطةٍ استُؤنفتِ للهُبوطِ “الناعمِ” بعد إنقلابِ الخامسِ والعشرينَ من أكتوبرَ العامَ الماضي الباهظِ التكاليفِ علي الناسِ والوطن والثورةُ الشَعبية.
شَيطَنةُ أعضاءُ لجانِ إزالةِ التمكين بالحقِ وبالباطلِ وقتلُ الشبابِ المُتظاهرينَ السِلميينَ وتلبيسُ حَركاتُ إتفاقية جوبا الضِرارُ والاتفاقاتُ الباطنيةُ السِريّةُ مع الخارج والتي لم تستَثنِ أحداً من الفاعلينَ في المشهد وموكبُ الإسلاميينَ ضد فولكر بيرتس وإفاداتُ الرئيس البشير كُلها تمهيدٌ للسودانِ الجديد يُرتهنُ للمُستقبلِ مورداً احتياطيّاً ذاخراً للغربِ حسبَ تعبيراتُ الدكتور حَسنْ التُرابي زعيمُ الحركة الإسلامية وزعيمُ الرئيس البشير قائدُ إنقلابْ الثَلاثين من يُونيو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى