ادم مهدي يكتب: حتى لا يُظلم والي الجزيرة

الجزيرة التي عاشت عاماً كاملاً من القتل والنهب والاغتصاب والهلع والاخفاء القسري والتهجير والنزوح جراء ممارسات مليشيا الدعم السريع والمتعاونين معها في الداخل والخارج ها هي اليوم تتعافى بعد أن ارتوت أرضها بدماء أبطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والقوات المشتركة والعمل الخاص وجهاز المخابرات العامة التي دفعت مهراً لحرية اهل الجزيرة
التحدى الذي واجه أهل الجزيرة خلال هذا العام كان يجب أن يوحد وجدانهم تجاهـ القضية المركزية وهي الحفاظ على الجزيرة وإعادة الإعمار والتوجه إلى الحقول لفلاحة الأرض وأحياء مشروع الجزيرة بدلا عن تعالى الأصوات المنادية بإقالة والي الجزيرة وإثارة خطاب الكراهية بين مكونات المجتمع
الذي لا يعرف والي الجزيرة الاستاذ الطاهر ابراهيم الخير يجب أن يسارع الي معرفته فهو الوالي الوحيد الذي اختار البقاء مع شعبه واتخذ من المناقل عاصمة إدارية وقتها كان هنالك ولاة آخرون يتابعون أحداث ولاياتهم عبر الميديا وهم على شاطئ البحر الأحمر والي الجزيرة الذي أختار أن يقود مشروع تحرير الجزيرة من المناقل حينما كان الجنجويد يحاصرون المناقل وكانت مساحة تحركات الوالي لا تتجاوز 25 كيلو متر صبر وصابر ورابط واجتهد مع شركاء معركة الكرامة ولجنة أمن الولاية حتي استطاع أن يتحرك في كامل اراضي الجزيرة التي أشرف وتابع ودعم من أجل أن تصبح الجزيرة حرة كما ينبغي لها
المتابع للمشهد هذه الأيام وبعد أن أصبحت الجزيرة آمنة لا يخشى فيها الإنسان الا الذئب علي غنمه عادت الأصوات التي لا تعيش الا في الأجواء العكرة الأصوات التي ظلت خجولة عندما كان الجنجويد يستبيحون قرى الجزيرة وعندما كان الوالي الطاهر إبراهيم الخير مع جنوده في الميدان يغامر معهم ويدخل المنطقة تلو الاخرى مما عرض موكبه لأكثر من مرة لإطلاق النار من قبل المتمردين إلا أنه لم يتراجع ولم يختار أن يكون في مكان آمن وشعبه يرزح تحت وطأة المليشيا الطاهر الخير كان خيراً علي الجزيرة حتى حررت من دنس مرتزقة الدعم السريع
الأصوات هذه يجب أن تواجه بالحقائق المجردة اين كانت عندما أطلق نداء المقاومة الشعبية لحمل السلاح وتحرير الجزيرة ، أين كانت هذه الأصوات عندما كانت الجزيرة تنادي هلموا لدعم النازحين وتسليح المستنفرين، أين كانت هذه الأصوات عندما ضعفت إيرادات الولاية بفعل تعطيل الجنجويد للمؤسسات الايرادية، أين كانت هذه الأصوات عندما كان الوالي ولجنة الأمن يتفقدون أهالي القرى والمدن بعد ساعات او دقائق من تحريرها، اي كانت هذه الأصوات عندما كان الوالي يشارك مواطني مشروع الجزيرة وهم يجتهدون في إنقاذ الموسم الصيفي من الضياع، أين كانت هذه الأصوات عندما كان صوت الجنجويد واعوانهم عالياً في الجزيرة،
معركة تحرير الجزيرة من الجنجويد انتهت ولكن معركة تحرير الجزيرة من الأصوات الداعية للفتنة والداعية لعدم الاستقرار والدعية لاثارة الكراهية مازالت مستمرة، إثارة القضايا الخلافية وخطاب الكراهية الذي يتخذ من بعض القضايا ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية داعمه لتيار تخريب الجزيرة
والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير الذي يعمل كالنحل في ظروف صعبه وهو يكافح من أجل اعادة الحياة الي طبيعتها بالجزيرة يجب أن لا يكون ضحية لصراعات وتيارات هدفها الحصول علي مكاسب شخصية وتحقيق منافع ذاتية، يجب علي المركز الدخل العاجل لحسم هذه الأصوات لأن المعركة في الجزيرة معركة إعمار وليس تدمير لأن الوقت للبناء وليس الهدم لأن الحياة يجب أن تستمر ولا تتوقف ، وعلي والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير اتخاذ القرارات والإجراءات التي تضمن سلامة وأمن إنسان الجزيرة حتي لا يتكرر سيناريو احتلال الجزيرة بشكل آخر يجب اتخاذ قرارات تصحيحية لإعادة فاعلية الجهاز التنفيذي بإضافة دماء جديدة وعملية احلال وابدال تتناسب مع المرحلة يجب أن تكون حكومة الجزيرة خفيفة ورشيقة ومواكبة ومبتكرة ومبدعة ، هذه الصراعات يجب الا تكون أداة تخريب ومخلب انيهار وان تكون بعيدة عن استقرار المواطن واولويات المرحلة حتى لا يُظلم والي الجزيرة بسبب خلافات ازلية ظلت تلازم العملية السياسية في الجزيرة منذ القدم ويجب أن تتغير استراتيجيات التعامل مع مفتعلي الأزمات والمتكسبين منها