مقالات

اخر الليل – اسحاق احمد فضل الله- هذا العالم

العالم والتاريخ: حكاية واحدة في ثياب مختلفة.
والآن إعلاميون يشتمون الإمارات وينغمسون في أن الإمارات والدعم كلاب… جهال. قذرون. و…
واحدهم قديمًا يشتم بشار بن برد. وبشار المهتاج يسأل من معه: من هذا… من هذا؟
وهذا يقول له: أنا اسمي جربوع وأنا عبد وأمي أمة، وأنا من باهلة، وأمي لا تعرف من هو أبي. فبأي شيء ترد أن تشتمني؟
والرجل هذا هو الأستاذ الأعظم لمن يشتمون الآن الإمارات… والخطبة الأعظم الآن هي ما تقوله البندقية.

(2)

ومريح جدًّا من يعرف ما هو خطاب الإسلام الآن.
وقالوا إن كاثرين جِي. موباسان كانت تمشي في أحد أزقة باريس، وكاثرين المثقفة كان بعض ما يشغلها هو صورة القدر… وكاثرين تعبر بمكتبات تبيع الكتب القديمة. ومن أحد الأكشاك هذه تلتقط كتابًا قديمًا وفي البيت تفتح الصفحة الأولى وتجد كتابة بالقلم وتقرأ:
(كاثرين جِي موباسان
حارة كذا…
شارع كذا
منزل رقم كذا)
وكاثرين تصرخ من الدهشة: كان هذا هو عنوانها في نيويورك… والكلمات مكتوبة بخطها. وفي لحظة تتذكر أنها قرأت هذا الكتاب لما كانت في بيتها هذا، وأنها أعطت الكتاب هذا لبائع جوّال، مما يعني أن الكتاب طار من نيويورك إلى… ثم إلى… ثم إلى باريس. وفي باريس يستقر في الحارة هذه من بين ألف حارة، وفي الشارع هذا من بين الألف الشوارع، وفي الكشك هذا من بين الألف الأكشاك، وأنها تقف أمامه مصادفة وتلتقطه من بين ألف الكتب.
كاثرين وجدت الرد على سؤالها عن كيف تمضي أقدار الله.

(3)

وعن أسلوب المعارضة في السودان في فترات الحكومات قال غازي سليمان:
أحدهم يدخل السينما، والقاعة لم يكن فيها إلا شخص واحد… شاب على رأسه عمامة. والرجل الذي يدخل إلى الصالة يجلس خلف صاحب العمامة مباشرة. العرض يبدأ، والرجل الذي يجلس خلف صاحب العمامة يغمز هذا بأصابع خشنة ويقول: :: من فضلك… اقلع العمة… ما شايفين الشاشة…
أسلوب المعارضة… لما كان هناك القليل من الحياء كان هو هذا.
الآن الأسلوب هو أسلوب اللص الذي يوقظ صاحب البيت ويقول له: عشان ما تقول كنت نائم…
وقاحة.. ؟؟. لا، فالآن المنطق هو شيء يعنى أنك تضع للآخر قيمة، والمنطق هذا لا شيء يجيبه غير البندقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى