مقالات

اخر الليل – اسحاق احمد فضل الله – سن المعاش

ونتجنّب كلمة معاشي، لأنه لا معاش بالمعنى التقليدي.
وفي الفراغ ما يشغلنا هو تأمل العالم الذي يتقلّب وهو يخرّ من السماء،
وما يشغلنا هو تأمل العالم في فهمه لله سبحانه.
ونجد أمس الأول:
الباكستان تجتاحها السيول… والباكستان تعتقل الشيخ الذي صلى بالناس صلاة الاستسقاء.
حكاية اعتقال الإمام الباكستاني في الحديث أعلاه ينفيها مصدرنا… لكن ما يبقى من الحكاية هو أن بعض المسلمين تصورهم للإسلام هو هذا.

وفي قراءاتنا عن الله سبحانه وخلقه، وعن الإسلام، نجد لقاءً مع تسلا.
وتسلا عقل أعظم من أينشتاين بألف مرة (أمريكا قتلته لأنه اخترع سلاحًا فذًا… وأمريكا خشيت أن يعطي السلاح هذا لجهة أخرى… مثلما فعل أوبنهايمر…).
وتسلا، في لقاء كان مكتومًا، يقول:
قرأت الأناجيل والتوراة والقرآن، وصلت إلى الحد الذي يُعرَف … هو القرآن.
قال: وجدت أن الروح تقع خلف عقولنا، ودهشت وأنا أجد القرآن يقول: قل الروح من أمر ربي.
قال: وجدت أن الموت هو عودة كل شخص إلى عالمه… نور أو ظلام.

ووجدت سكرتير المجمع الإسلامي في أوروبا يقول:
اجتمع قادة كنائس العالم عام 1984 كعادتهم كل عشر سنوات، وكان البحث هو: المسيح… ما هو؟
قال: ومكتبي في جامعة سانت بوتن يفتح، وسكرتير المجمع الكنسي هذا يدخل ليقول:
– كيف حالك؟
قلت: بخير.
قال غاضبًا: أنتم المسلمين أول من يستحق العقاب من الله.
ودهشت، وقلت: لم؟
قال: أنتم من أعطاه الله الحقيقة الأولى والأخيرة… الإسلام… وجلستم فوقه تكتمونه، وملايين الناس ينسكبون في النار… أنتم أسوأ المجرمين.
نقرأ هذا ونستعيد أن البابا عام 1964 قُتِل لأنه دعا إلى حوار إسلامي مسيحي يكشف فيه كل جانب أخطاء الجانب الآخر.
دعوة البابا هذه كانت عام 1964.
ولقاء بوتن كان عام 1984.
(2)
فلسفة وسينما
ولما كانت السينما تعامل الناس بأدب، جاء فيلم (اثنا عشر رجلًا… بدّلوا العقل)، وفيه:
اثنا عشر قاضيًا، يحكم أحد عشر منهم بإعدام متهم، والثاني عشر يرفض.
والرجل يقول:
– تدينون المتهم هذا لأنه فعل كذا وكذا؟
ثم يطلب من كل واحد منهم أن يقص قصة حياته…
ثم يستخرج من كل قصة حدثًا فعله واحد من القضاة هؤلاء… وكان بمنطقهم الآن يستحق صاحبه أقصى العقوبة.
الفيلم يقول إن كل قوانين الأرض ظالمة.

والمنطق هذا يعني أن الحيوانات هي المخلوقات التي تتفرد وحدها بعالم عادل منظم مستقيم.

والمنطق هذا يقول:
لماذا سلب الله الحكم والقانون من البشر… من المسلمين… وأنزل القانون الذي يحيط بكل شيء، ويقدّم الصلة التي تفسر لماذا يجب أن تكون عقوبة فعل معين هي عقوبة معينة.
وكنا نصلي أيام إعلان النميري شريعة الله،
وطبيب عُرِف بأنه من المسبّحين يمرّ بنا، وينظر إلى الإمام، ثم يقول بعنف:
– صلاتكم باطلة… فهذا الإمام هو الذي رفض تنفيذ حكم بتر اليد باعتبار أنه وحشية.
وقطعنا الصلاة… وصليناها خلف إمام آخر.

السودان الآن في مرحلة إلغاء كل شيء:
الحكومة… الأمن… الحيطان… الفنون… التعليم… الـ… الـ…
ليصبح المستقبل شيئًا ينفرد به مجتمع مسلم، أو ينفرد به عالم الجريمة.
على شرط ألا يكون فهم الإسلام نسخة من الفهم الباكستاني أعلاه، أو فهم الطبيب هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى