مقالات

اخر الليل – إسحق أحمد فضل الله- اللعبة انتهت

(1)
أمس الأول ، وأمس ، واليوم …
أيامٌ سودٌ على الجنجا ، لكنها أيامٌ ذات فصاحةٍ خاصة ، تتحدث فيها الوقائع بوضوحٍ لا يحتاج إلى تفسير.

(2)
كل الجهات تتكلم علنًا ، والأحداث تتخذ اتجاهًا واحدًا لا يخطئه البصر.
مخابرات عشرين دولة تتحدث همسًا وصراحةً فيما بينها ، والعبارة التي تتكرر في أحاديثها هي :
اللعبة… لعبة الإمارات … انتهت.

(3)
في قناة “الحدث” – وهي قناة إماراتية – خرج صوتٌ تركي له نكهة الدولة ، لا يقول مثل هذا الكلام إلا رئيس الجمهورية أو الناطق باسمه.
قال الرجل الثالث في تركيا :
لم نتدخل ، ليس لأننا لا نريد ، بل لأن السودان لم يطلب منا ذلك.
لدينا من الأسلحة والتقنيات والطائرات ما يجعلنا نحسم الأمر في يومٍ واحد.
والإمارات تقول إنها تتدخل لأن لها مصالح في السودان … ونحن كذلك لدينا مصالح هناك.
وأضاف :
عندما زرنا سواكن مطلع العام ، صرخت الإمارات بأن تركيا تريد إعادة الخلافة إلى السودان ، وكل ما في الأمر أن لدينا اتفاقًا في الدفاع المشترك ، والزيارة كانت عسكرية لا أكثر.

(4)
وفي اليوم ذاته، خرج تصريحٌ روسي يقول :
السودان يقاتل مرتزقة غير سودانيين ، ولا حلّ لمثل هذه الحرب إلا الحل العسكري.

(5)
وفي اليوم ذاته أيضًا ، أعلن يمنيون – مدنيون لا عسكريون – أن الإمارات يمكن إشعالها بخمسين مسيّرة خفيفة تُطلق من مراكب صيد ، معلنين أن هذا الأمر أصبح معروفًا ومتاحًا.

(6)
وفي ذات اليوم ، كان الجيش السوداني يُكمل استعداده لاجتياح دارفور في قوسٍ عسكري هو الأطول في تاريخ إفريقيا ، بينما أقمار أمريكا تتابع المشهد بصمتٍ مريب.

(7)
قبلها بيوم ، كانت طائراتٌ مجهولة تضرب مواقع في الفاشر ، وأخرى تطحن أرتال الجنجا في مواقع مختلفة.

(8)
ومنذ الأحد الماضي ، أطلق مدير المخابرات الجديد أكبر حملة لاعتقال المتعاونين ، وها هو جيشٌ كامل منهم في ضيافة المخابرات.

(9)
وقبلها بساعات ، طردت المخابرات السودانية “ثعابين الأمم المتحدة” ، فيما وصلت أسلحة بمليارات الدولارات من باكستان.
كل ذلك … خلال يومين فقط!

(10)
أما عصر أمس ، فقد هبطت طائرتان تركيتان في مطار بورتسودان ، وأُخلي المطار بالكامل قبل تفريغ حمولتهما.
يبدو أن السودان قد طلب من تركيا ما كانت تنتظره منذ زمن.

(11)
المثير أن هبوط تلك الطائرات جرى وسط إجراءات استثنائية ، لم تُتخذ حتى عند هبوط رئيس الأركان نفسه.
المعنى واضح : للأسرار معنى … وللإعلان معنى آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى