منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
المجتمع

ابتهال محمد مصطفى تريتر تكتب : نعمات ياعطر المحنة ياسيدة الضوء (يوم شكرك آريتو ما جاني)

اليوم تعودين الي تراب هذا الوطن
اليوم تعودين للتراب الذي حملته بين جنبيك وفي شغاف الشغاف يانعمات
يامضيئة كالشمس ونقية كحبات البلور وصافية كالماء
لا أعرف كيف أطل على الشارقة بعد اليوم وأنت لا تستقبليني بابتسامتك الوضيئة وباقة وردك التي لم تزل بذاكرتي
يانعمات كنت أرى السودان فيك فأحبه أكثر..ونعمات قدح محبتها يسبق سلامها ،وروحها مجلجلة مشتعلة لاتعرف السكون ،بمجرد أن تعرف أنك سوداني /سودانية جئت لتمثل البلاد في أي محفل تبادرك بالوصال العذب وتعطيك منفستو التعامل بالإمارات وكيف يكون الطريق الجميل
تلفح ثوب محبتها وتأتيك حيث أنت ..ثم تدعوك بمكتبها بدائرة الثقافة قسم الإعلام لتقول لك أهلا بك على طريقتها
لغتي باهتة ومواعينها ضيقة فمن أي الأبواب ألج للكتابة
وقواميس الكلام نازفة وكلما نكأت جرحا فتحت آخر
ومشتتة الانتباه فصوتها خلفي من كل اتجاه يمارس شغبه المعهود ،فإن قلت هي مكتنزة بالحياة ناولتني أنامل الأقدار ما لا أطيق.
فخورة بنا وبعمامتنا وثوبنا السوداني وأناقتنا وهمتنا وهامتنا كأنها تقول لك واحد منا أنا بك وطن كامل ويعود محملا منها بما يعود لكنه لا أقوى من عطر محنتها الذي لا يبارحك أيان ذهبت.
هي نخلاتنا وتمر عراجيننا السمح وهي هشابنا الذي يغازل رمل الحنين ونيلنا الممتد عذوبة وتسامحا.
نعمات ربيبة الحسن تجيد رسمنا على جداريات الزمن آخذة براعة اللون وحسن الإطلالة، ومذللة صعاب المغترب على شاربه فهي تعرف الأنهر ومواسم جريانها
فتأتيك من أقرب الضفاف وأيسرها(راكزة وسمتانة ومدبرةومضيافة)
يابنية مسخت بعدك الكلمات وأصيبت ونحن (خاتنك ضو ومقدمنك وماختوك للشينة ومناحة كر)
على الموت أن يعزف سيمفونية الخلود لأن جوهرة ثمينة اليوم حملتها أياديه فبأي أذن سيستمع إليها
(بت ملوك النيل) وأعلم أنك تحبينها كما تحبين وردي في شامخته البديعة يابلدي ياحبوب
أنا لا أرثيك بالشعر ولا السرد فكله هرب إليك قبلي نائحا حزينا ولن أضع ديباجة على قبرك لأنك مزروعة بين كل ذرة وأخرى تنبتين إشراقا ووعدا وأوطانا
وتنسلين من العتمة فاتحة لنا شهية المغامرة وعنادالموج والتيارات
نعمات ياسفينة تبحر لكل وجهة على مياهها الإقليمية
لكنها لاتخون شواطئها وتترك وضوحها على كل المراسي
صحيفتها مليئة بالحزن والأحداث والمواقف لكنك لن ترى إلا ابتسامتها ووقفتها ويد الخير وتحكي معك تفاصيلها كأنك تعرفها منذ عقود بكل تلقائية.

من للجالية السودانية بعدك يانوارة الجالية ومن للشارقة تحديدا وأنت تخيطين ما انفتق في كل اتجاه.
لا أجيد البكاء فلم تنزل مني دمعة بعد لأنني لا أصدق أنك ميتة فمثلك تعيش ..أنت حية بالقلوب ياحبيبتي.

نعمات حمود (اسم لاتخطئه العين وإن بها رمد )ولن أتحدث عنك إعلامية ولا روائية ولا كل هذا أنت امرأة بلاد..امرأة محبة..امرأة سفيرة أحسنت السفارة ولها من الغيرة في قلبها تجاه هذا التراب الأسمر مالاتتخيله.

لست أنسى وأنا أشارك أول مرة بمهرجان الشارقة قدمني عريف الحفل وماكان يعرف كثيرا عن شعراء السودان فقدمني على استحياء فلما تباهيت بصلاح أحمد إبراهيم وسندوالمكي وأشعلت القاعة بجلالاتي السمراء وصفق الحاضرون جدا ،نزلت من المسرح فضمتني ضمة باذخة وقالت (كدا إنت سودانية صاح ورفعت راسنا ياابتهال ).
لست أنسى وأنا أشارك بأمير الشعراء كانت تأتي من الشارقة( لأبو ظبي)طيلة أيام التنافس وتشيك على أدق التفاصيل حتى لون الدبوس والخاتم .
عادة نصل الشارقة فجرا وفي السابعة صباحا تجد أول اتصال منها نورت الشارقة يا ابتهال وتبدأ البرمجة على هامش البرنامج سياحة وتسوقا وونسة ساي في الله.
هل سيضمك قبر ونحن المقبورين لا أنت
كيف استطعت توديع كل هذه القلوب وتركها تقاسي الرحيل المفجع هذا؟
هل أعزي الشارقة فيك وأنت صوتها عندنا وتحملين علم الإمارات وحبها وتجيدين عباءتها وعودها العربي وتقدمينها على كثير من البلدان وتعتبرينها وطنك الثاني وتمنحينها شارة النصر الدائم،لم تزل هنالك الكثير من الأحلام راجية على طاولة التنفيذ،لم تزل هنالك دعوات لكبار الإعلاميين وشبابهم تضعينها في القائمة ،لم تزل قناة النيل الأزرق فاتحة عدسة الكاميرا عليك تنقلين أحداثنا ومشاركاتنا هناك
أنا عاجزة حتى أن أعد فضائلك ولم أتخيل أنه (يوم شكرك ) لقد تعجل جدا
قلت إنك ستعودين لنحتفل بالثوب الأبيض ماقلت إنك ستعودين على صندوق أبيض ،وكيف احتملت أخي السفير مصطفى الشريف هذا المشهد المؤلم وقد كانت لجانبكم نحلة في كل وجود سوداني بالإمارات ،كيف استطعت نهلة مجذوب دون أن تتشابك أياديكما هذه المرة ومحمد عبدالقادر وكل من بالمطار كيف استطعتم رؤيتها في صندوق!!!!؟!!!؟
ألم تقفز من أكفانها لتعانقكم بطريقتها الحلوة، هل قالت لكم أهلا بكم في الخرطوم هذه المرة،
يانعمات مع كل ضوء أعرفه عنك لا استطيع قول نورت البلد هذه المرة فقد أظلمت إظلاما تاما ،ووسط كل صرخات الأهل والأصدقاء والصديقات والأحباب أرى وجها عظيما تتحدر منه الدموع شلالا شلالا
وجه السودان يبكيك ثم يضمك ترابه في آخر عناق ومثلك لن يضمه إلا ماعشقه

أختك التي ماودعتها
ابتهال محمد مصطفى تريتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى