
في خطوة تعبّر عن تعافي الوطن، وعودة الروح إلى ربوع السودان بعد سنوات الحرب والشتات، التأمت صباح الأربعاء 6 أغسطس 2025 بمقر السفارة السودانية بالعاصمة الأوغندية كمبالا، أعمال الاجتماع الأول للجنة العليا للعودة الطوعية، برئاسة اللواء شرطة عبد الكريم يوسف يعقوب، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين و وابناء الجالية السودانيه والاعلاميين المهتمين بقضايا اللاجئين.
ناقش الاجتماع مسودة خطة شاملة قدمها العميد ركن فيصل الطيب خوجلي، الملحق العسكري بالسفارة، هدفت إلى وضع اللبنات الأولى لبرنامج العودة الطوعية، وأفضت النقاشات إلى تكوين لجان فرعية متخصصة لتنفيذ المهام الميدانية والإدارية والإعلامية، ومتابعة التنسيق مع الجهات المختصة.
وفي كلمته خلال الجلسة، أكد الأستاذ مجاهد عبد الرحمن، القائم بالأعمال بالإنابة، أن السفارة ستشرع فورًا في مخاطبة الجهات ذات الصلة في الحكومة الأوغندية، إلى جانب المنظمات الدولية العاملة في مجال اللاجئين، وذلك لإجراء الترتيبات العملية التي تمكّن السودانيين الراغبين في العودة من اتخاذ هذه الخطوة بأمان وكرامة.
وأعلن عن إطلاق منصة إلكترونية مخصصة للجنة العودة الطوعية، ستكون أداة فعالة لتسجيل اللاجئين، وتقديم المعلومات والإرشادات، بما يضمن انسيابية التنفيذ وفق إجراءات عادلة وآمنة.
وأكد اللواء شرطه عبد الكريم يوسف، رئيس اللجنة، أن فكرة العودة انطلقت استجابةً لرغبة كبيرة بين أوساط السودانيين اللاجئين للعودة إلى أرض الوطن، بعد أن بدأت مناطق واسعة من البلاد تستعيد الأمن والاستقرار. وأضاف:
> “اللجنة ستعمل بكل عزم وإخلاص لتذليل العقبات، وتيسير العودة الطوعية لكل من يرغب، لأن السودان يتسع لكل أبنائه، والوطن هو العزة والكرامة والمصير المشترك.”
ويأتي هذا التحرك في توقيت حاسم، حيث تتجه بوصلة السودانيين نحو السلام، وتعلو الإرادة الوطنية على جراح الحرب. برنامج العودة الطوعية ليس مجرد مبادرة إدارية، بل هو ترجمة عملية لإرادة وطنية انتصرت رغم كل العواصف، وتؤسس لمستقبل يتسع للكل، دون إقصاء أو تهميش.