شهد مخيم كيرياندونغو شمال أوغندا في الأيام الماضية أحداث عنف مؤسفة بين لاجئين سودانيين وجنوبيين، عقب توترات بسبب نقص الغذاء والنزاعات على الأراضي الزراعية داخل المخيم المكتظ. وأسفرت هذه الأحداث عن مقتل لاجئ سوداني وإصابة العشرات بجروح متفاوتة بعد هجمات بالمناجل والسكاكين، مما تسبب في حالة من الخوف والذعر وسط الأسر السودانية التي اضطرت بعضها للنزوح داخل المخيم أو الاحتماء بالأدغال المجاورة.
في هذه الأثناء، قامت السفارة السودانية في أوغندا بزيارة المصابين في مستشفى كيرياندونغو ومستشفى قولو، حيث قدمت مساعدات طبية عاجلة شملت أدوية وأجهزة طبية ضرورية لدعم المستشفيين في تقديم الرعاية للمصابين، وقد كان الوفد برئاسة نائب السفير مجاهد عبد الرحمن. وقد وجد اللاجئون السودانيون في هذه الخطوة تضامنًا إنسانيًا خفف عنهم في هذه الظروف العصيبة.
كما قام السفير السوداني في أوغندا، أحمد إبراهيم، بالتواصل مع الجهات ذات الصلة في الحكومة الأوغندية لاحتواء الموقف وتعزيز التدابير الأمنية داخل المخيم، لضمان حماية اللاجئين السودانيين ومنع تكرار مثل هذه الأحداث، مؤكدًا حرص السودان على متابعة أوضاع مواطنيه في مواقع اللجوء وتقديم ما يلزم لدعمهم في هذه المرحلة الحرجة.
وفي السياق، أصدرت السفارة السودانية بيانًا رسميًا أكدت فيه متابعتها المستمرة للأوضاع داخل المخيم، وتجديد دعوتها للتعاون مع السلطات الأوغندية والمنظمات الإنسانية لضمان سلامة اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية، مع الدعوة لتجنب كافة أشكال العنف والعمل على تعزيز التعايش السلمي داخل المخيمات.
وتأتي هذه الأحداث في ظل تحذيرات منظمات أممية من تدهور الأوضاع داخل المخيمات مع تقليص المساعدات الإنسانية، مما يزيد من حدة التوترات ويهدد استقرار المجتمعات اللاجئة، بينما يحتاج اللاجئون السودانيون في أوغندا إلى دعم وحماية مستمرة بعد فرارهم من ويلات الحرب المستمرة في بلادهم.
