
أجر… أجر…
أنزع …. أقلع … أضرب
وخوف …. قلق …. هياج … جنون
وإلى درجة أن كل حركة يتحركها كل أحد اليوم ما يصنعها هو….
الخوف … الخوف… التعب …. السام..ال..ال
……
المقدمة هذه تجعلك تعرف معنى الحكاية الصغيرة التالية
…….
مصطفى محمود كتب
(فى طريقه صباح ذلك اليوم متجها إلى بيت خطيبته كان يعرف أن جيشاً من معارفها الأرستقراطيين (المعسمين) تحت الكرافتات ينتظره
وأنه سوف يضطر إلى تحية كل طانط بحساب وكل أونكل بحساب وكل ميس بظرف وكل دادى بتأدب وأنه سوف يجلسونه على يسار الخطيبة ويحيطون به كأنه شاشة تلفزيون وأنه سوف يتعين عليه أن يتحدث بنغمة صوتية معينة ليقول ظرفا معينا ويهزل مع فلانة بحسب مقامها ومع فلان بحسب مركزه وأنه لا يستطيع أن يهرش رقبته التي أوجعتها ربطة العنق وأنه لن يستطيع أن يذهب إلى التواليت…و..و
الشاب الذى يختنق ينتبه إلى أنه يمر ببيت عمه … ويطرق الباب وبنت عمه فى جلباب البيت وفوطة على شعرها تفتح له وتستقبله صارخة فى بهجة وترمى المكنسة من يمينها وتشير إلى مقعد قديم فى الظل
: أقعد
وتنطلق وكباية شاى تضعها أمامه … وليس طقم الشاى الباريسى الذى ينتظره فى بيت الخطيبة … وبنت العم التى لا يكف لسانها عن الثرثرة والأسئلة والضحك تعود إلى المكنسة … وبينما هى تنفض السجاجيد من الغبار فى هواء الصباح تسأله ألف سؤال وقبل أن يجيب على السؤال تلحقه بالسؤال الأخر وقبل أن يجيب تتحول لتشكو من رائحة البصل التى سببت لها العطاس وقبل أن يفهم تحدثه عن جارتهم وكيف سقطت أمس وقبل أن يستوعب أين هو تساله وهى تموت من الضحك
: سمعت نكتة عبد الحليم..
و….
الشاب الذى ينتبه إلى أنه ما زال يمسك شنطته فى يده يضع الشنطة … وبينما البنت تحكى له النكتة الشاب يقول لها
: ميما…. بنت عمى…. تتجوزينى؟
…….
الحكاية تقول إن ما يبحث عنه كل أحد الأن هو … الاسترخاء
الاــس–ت–ر–خ–ا–ا-ء
والرااااحة…. ولحظة لا تتلفت فيها لترقد .. أو لتاكل .. أو لتنام….
وما تحتاجه هو شخص يصنع جمعك هذا …. شخص مثل الفتاة هذه
أنت السودانى الان بعد عامين من الرعب .. من القلق… من الجنون … من التوتر… ما تريده الآن هو
الراحة دى