منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

مقالات شخصية (38) خضم الحياة بقلم/ د. علي الدرورة

حين تحول الظروف بينك وبين تحقيق شيءٍ معيَّن، فاعلم أنّ تفريطك سابقاً بحسن النوايا يعود عليك بوجوه شتّى، وهذا ما حدث لي فعلاً خلال شهر فبراير 2023م.
كنت أحسب الليالي والأيام لحضور بعض الفعاليات الثقافية المهمّة، وكنت على وشك تنفيذها بنجاح تام، ولكن في المرحلة الأخيرة تبخر كلّ شيء وانهدمت صروح التخطيط وذهب كلّ شيء أدراج الرياح.
كنت متيقّناً بأنّ كلّ شيءٍ تم التخطيط له بإتقان وهي خطط محكمة كما جرت العادة، ولكنّ خذلان البعض كان سبباً في التراجع، وهو ما لم أكن أتوقعه، وهو يعتبر تحدّيًا لأهم العوامل التي تعطيك درساً لما كنت عليه من طيبة وصفات حميدة، وتلك المآثر التي عرفت عنك وفي ذات الوقت، أنت والمجتمع حولك يفخر بك وبها.
ولكن: *(ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه)،* كما قال المتنبي، وهي حقيقة وأمر واقع، وها هو يمرّ شهر فبراير وأنا حالي حال السفن التي ذكرها شاعرنا: *(تجري الرياح بما لا تشتهي السفن).*

والحال أنّني غدوت فعلاً كالسفن وصرت لاجئاً في مواني الهدوء بعيداً عن العواصف العاتية وأثباج الأمواج الصاخبة حتى لا تتسبب لي في الإزعاج، كما يقول المثل الشعبي: *(الباب اللّي يجي منه ريح سدّه واستريح)*، وطالما كان الباب مفتوحاً على مصراعيه ولسنوات طويلة جدًّا، فما الذي يجعلني أسدّ هذا الباب يفعل البعض من أعمال لا أرتضيها.

وسدّ الباب مجبراً ومكرهاً أمر تحتمه الظروف، وتلك هي أفعال من نضع فيهم الثقة والآمال ونتوسّم فيهم الخير، وبعد ذلك تنقلب الموازين رأساً على عقب.

لا شك أنه أمر مؤسف، وهو ما لم أكن شخصياً أتمنّاه، ولكن حين يدفعك الآخرون في مزالق: *(مكرهٌ أخاك لا بطل).*

هؤلاء دفعوك لسدّ الباب وسدّوا على الكثير من الناس فعل الخير وجعلوا من يخطو خطوة للأمام يتحسّس من كلّ شيء حوله، حتى الناس الجدد لا يفضّل التعرف عليهم؛ لما في الداخل من الصفحات الكثيرة من ردّة الفعل لما تم تدوينه في سجل الأيام!!!.

إذا كان الناس ليسوا سواء، فالحيطة والحذر أمر حضاري ومطلوب لكلّ كائن حي *(لا يُلدغ المرء من جحر مرتين،)* فماذا لو لدغ من الجحر ذاته مرّات عديدة؛ فهل يمكنه المواصلة؟؟!!!
والله المستعان.
______
منتدى النورس الثقافي الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى