منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
منوعات

مقالات شخصية (29) في طيّ النسيان بقلم/ د. علي الدرورة

كلّما ذهبت إلى سوق الأسماك تتقافز الأسئلة في ذهني وبإلحاح، ولعلّ أولّها ارتفاع الأسعار وبشكل مستمر، وبما أنّني ابن بيئة بحرية وصياد حتى سنّ العشرين، فأنا أعرف أسعار الأسماك التي تضاعفت كثيراً، فقيمة الكيلو الواحد من بعض النوعيات الذي كان ريالين صار قيمته 33 ريالاً، والذي كان قيمة الكيلو الواحد منه سبعة ريالات الآن بـ 60 ريالاً، وكانت سبعة ريالات هي أعلى سعر في ذلك الوقت، فإذا كان سعر الجزاف بثمانية ريالات فإنه لن يبيع شيئاً، وسوف ينتشر خبر هذا الارتفاع في السوق كلهّا، كما أنّ المجتمع سوف يعرف ذلك في نفس اليوم.

فعلاً أسعار الأسماك في ارتفاع، وهذا الأمر شائع في كلّ مدن الخليج الساحلية.
والغريب في الأمر حتى الأسماك المتدنّية صارت رائجة ولها من يطلبها، وهذا النوع من الأسماك الذي نسمّيه (الطايح) والويل لمن يشتريه في تلك الفترة!
فإنّ الشائعات تلاحقه بأنه اشترى تلك النوعية من الأسماك، فهي لا تباع بالكيلو وإنّما تباع بـ (الربعة)، أي كلّ أربعة كيلوغرامات دفعة واحدة وهي طريقة قديمة جداً.

من جانب آخر، حسب معلوماتي عن الحياة في بيئات مياه الخليج، هناك 200 نوع من الأسماك تعيش في حوض مياه الخليج وأغلبها تجارية وقلّة محدودة جداً ليست ذات قيمة غذائية، وهي ذات مساوئ غذائية يعرفها البحارة جيّداً من خلال الممارسة والخبرة.

إذاً تعيش في حوض الخليج العربي 200 نوع من الأسماك وهي معروفة لدى أغلب البحارة وهم المخضرمون من قدماء رجالات الغوص والصيادين.
لكنّي حين أحضر إلى سوق الأسماك مرة أو مرتين في الشهر لأبتاع بعض النوعيات أتساءل مع نفسي:
أين بقية الأنواع من الأسماك؟
ولماذا لم نعد نراها تباع؟
وتلك الأنواع كنت أصطادها حين كنت يافعاً ويصطادها جميع الصيادين!!.

واتضح لي أنّ بعض الأنواع تصطاد بشباك معيّنة وهي غير متداولة الآن، ومن جانب آخر بيئات البحر لم تعد كما كانت.

ولهذا تجد 15 نوعاً من الأسماك فقط معروضة للبيع.
وهذا يعني أنّ البحارة أنفسهم سوف ينسون تلك الأسماء، إلى جانب الجيل الجديد الذي لن يعرف تلك الأسماء إطلاقاً.
______
منتدى النورس الثقافي الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى