منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

معاوبة السقا يكتب : الشيخ الامين رجل من زمن التحدي

هنا في مدينة ام درمان يقف مسيد الشيخ الامين عمر الامبن شامخا كالطود وقبلة يحج اليها المريدين من كل فج عميق
نهج الشيخ الامين ورؤيته المتجددة في التصوف وقبوله للاخر كان سببا في جذب الكثير من الشباب من الجنسين الذين التفوا حول الشيخ وانصهروا في بوتقة عنوانها المحبة والاخاء والتواصل الاجتماعي
درج الشيخ الامين علي اقامة الموائد الرمضانية والاحتفال بكل المناسبات الدينة وظلت مسيده بحي ود البنا في حراك روحي ومجتمعي لاسيما في الشهر الفضيل حيث حلقات الذكر وقيام الليل
في الخامس عشر من ابريل استيغظت الخرطوم علي ازيز الطائرات وصوت المدفعية الثقيلة حيث اندلعت مواجهات شرسة بين القوات المسلحة ومتمردي الدعم السريع فتسرب الخوف في النفوس غير أن الشيخ الامين اطل عبر مقطع فيديو يبعث الأمل والطمأنينة في النفوس ويحثهم علي التشبث بالامل فبعد المنح دائما ماتاتي المنح
في الأسبوع الأول لاندلاع المواجهات وانتشار حالة الهلع وسط المواطنين وتوقف إيقاع الحياة والخدمات وانعدام سبل العيش الكريم قرر الشيخ الامين للخروج من المسيد وسط ازيز الرصاص غير ابه بالمخاطر من أجل اجلاء الجالية اليونانية والبابا والمطران بعد أن ظلوا محبوسين في وسط الخرطوم دون ماء أو طعام وقد نجح الشيخ الامين في مهمته وسط دموع المطران
ورغم ازدياد وتيرة المواجهات والخطر الذي يحيط باحياء ام درمان القديمة قرر الشيخ الامين عدم الخروج من المسيد ومواصلة نشاطه الاجتماعي والديني والانساني واحتضن داخل المسيد مئات الاسر وفر لهم الطعام والرعاية الصحية بل امتد عطاءه لكل الاحياء المجاورة للمسيد في موقف انساني سيخلده التاريخ
اتجه الشيخ الامين لانشاء عيادة مصغرة داخل المزيد مزودة بطاقم طبي متكامل ظل يهتم بالجرحي والمرضي بل ذهب ابعد من ذلك ووفر صيدلية متكاملة تقدم كل ما يحتاجه المرضي بالمجان
ظل مسيد الشيخ الامين طيلة استمرار الحرب الملاذ الأمن والحصن الذي لجات له عشرات الاسر طلبا للطعام والدواء ليرسم الشيخ الامين لوحة انسانية متناسقة الألوان ويثبت بالبرهان الساطع والدليل القاطع انه رجل في زمن التحدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى