د. مزمل ابو القاسم يكتب : إسقاط السودان.. وليس الكيزان
عندما تهاجم وتدمر سجلات المحاكم.. وتحرق سجلات الأراضي.. وكل مجمعات النيابة والمحاكم..
عندما تحرق مخزون البلاد الاستراتيجى من الأدوية المنقذة للحياة وتحتل الإمدادات الطبية وتمنع وصول الأدوية للمستشفيات.. ثم تحتل كل مستشفيات العاصمة وتحولها إلى ثكنات عسكرية وتخرج مرضى العناية المكثفة إلى الشوارع كي يموتوا فيها.. وتمنع المواطنين من تلقي العلاج وتوقف مراكز غسيل الكلى وتحتل مستشفى الذرة المخصص لعلاج السرطان..
عندما تهاجم مطابع العملة والبنك المركزي وكل البنوك وتدمرها وتنهبها وتدمر محطة الأقمار الصناعية الرئيسية فى البلد والجامعات والمدارس وكل مؤسسات الدولة..
عندما تهاجم السجون وتفرغها من نزلائها وتدفع بعشرات الآلاف من القتلة ومعتادي الإجرام إلى الشوارع كي يساهموا معك في نهب الخرطوم وتدمير أسواقها ومصانعها..
عندما تدمر مطاري الخرطوم ومروي وتخرجهما نهائياً عن نطاق الخدمة..
عندما تهاجم المتحف القومي وتدمره وتترك ما تبقى من محتوياته نهباً للصوص والدهماء لتدمر ذاكرة وتاريخ كل الأمة..
عندما تفعل كل هذه القبائح فأنت في حقيقة الأمر لا تحارب الكيزان.. بل تحارب السودان كله.. وتجتهد لتدميره كله..
هذه ممارسات منهجية ومدروسة لتحطيم كل مؤسسات (الدولة)..
هذه الممارسات لم تحدث إلا فى عهد التتار والمغول والقرامطة..
المؤسسات المستهدفة بالتخريب مملوكة للشعب السودانى وليست ملكاً للكيزان أو الشيطان..
مستوى الحقد والكراهية والرغبة في تدمير واستباحة ونهب كل شيء يعبر عن نفسيات مريضة ومحملة بأثقال لا حدود لها من الرغبة في التشفي والانتقام بدرجة تجاوزت كل الخطوط الحمراء..
هذا ليس مشروعاً سياسياً ولن يكون والرؤية لم تعد أكثر وضوحاً كما هى عليه الآن..
هذا المشروع التدميري الهمجي القائم على الحقد والتشفي والتخريب والإذلال والسلب والنهب يستهدف السودان كله ويرغب في تدميره ومحوه عن الوجود والقضاء على ثقافته وهويته لإحلال ثقافة وهوية جديدة فيه بإحداث تغييرات ديمغرافية جديدة تحل مكان القديم..
مشروع همجي قوامه الحقد والانتقام والرغبة في إزالة كل ما يمت بصلة إلى السودان الحالي.. ومحوه عن الوجود..
أنظر حولك وتأمل هول ما يحدث في الخرطوم التي تحول كل شيء فيها إلى دمار وغنائم في نظر هؤلاء الأوباش.
انظر وتفرس وكن حصيفاً وواعياً ولا تنساق خلف غبينتك وانتمائك السياسي على حساب الانتماء الأسمى للوطن كله..
القوة الوحيدة التي تواجه هذا المشروع العنصري التدميري الغاشم هي الجيش السوداني وعلينا أن نصطف خلفه وندعمه بكل ما نمتلك من قوة وأن نمتنع عن تخذيله ونكف عن طعنه في الظهر كي ينتصر لنا ولبلادنا ويحافظ عليها ويفشل هذا المخطط العنصري الدموي الاستيطاني اللئيم.