منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

خطفت البريق واشتعلت الحريق _ ناريا رواية تمشي بين الناس

الخرطوم : المحور

عندما تقرأ رواية ناريا للكاتب حسن علي انواري، تتصور للوهلة الأولى أنك تقرأ رواية خيالية، على عكس الحقيقة التي تكتشفها بعد بضع صفحات أنها تحاكي الواقع بمنطق الخيال، واحداثها التي تجري تسقط بسرعة في مخيلتك على احداث جرت منذ فترة قريبة، عايشها الكثيرون، تكتشف أن ظل الله في الأرض موجود بيننا وقادة جيشه ومخابراته يمثلون الحقيقة التي نحاول أن نتجنبها في الواقع.
النهر الفاصل، الهزائم والانتصارات، يستطيع القارئ أن يضع لها تواريخ ويسميها، لكنه يجد في النهاية الدرامية التي نسجها الكاتب تصورات أخرى، تنبت في عقله مع مشهد قتل “نحسو” بطل الرواية، أن الدكتاتور يمكنه أن يضع يده بيد عدوه لكنه لا يستطيع أن يضع يده بيد شعبه، وأن الكلمة التي يقولها العقلاء من الشعب هي مصدر القلق الأكبر لدي أي دكتاتور، وأن الدين اصبح لعبة يستخدمها الساسة للسيطرة على الشعوب، ورغم هذا التصور المتشائم، ستجد مبدأ مهم،  أن الأفكار الصحيحة لابد أن تصل للشعوب وتحقق أهدافها لا محالة، طال الزمان أو قصر.
الرواية سلسة بشكل كبير، لدرجة أنك تعتقد في بعض المراحل من القراءة أنها رواية للناشئة، لكنها تتعدى هذا التصور، حيث أن اسقاطات الأحداث على الواقع أعمق من أن توضع في نص يخاطب الناشئة وحدهم، بل يخاطب شرائح مستسلمة ومغيبة.
الفرق بين بين كتابة التاريخ والرواية الخيالية التاريخية، أن بها منطق ادبي يستطيع أن يتسلل لنفس القارئ بسلاسة تجعله ينظر للحدث من ناحين أدبية أو درامية وتفتح له مجال الخيال ليعيش الأحداث أو ينقلها لواقعه، أو يسقطها على احداث وقعت بالقرب منه منذ قترة، وهي أسلوب فعال يستخدمه الكتاب العرب للهرب من مقص الرقيب والأجهزة الأمنية.
صدرت عن دار أبجد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى