منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
الرياضة

تعظيم سلام للاتحاد الهمام شمس المُشاركات الخارجية رفضت الغياب.. هزمت الخوف وتحدّت الظروف حُضورٌ مُميّزٌ للكرة السودانية على مستوى المنتخبات والأندية برغم ويلات الحرب شبكة علاقات خارجية واسعة ومُتميِّزة جعلت الاتّحاد ينجح في أصعب قرار توفير أفضل الظروف لصُقور الجديان لقهر الكونغو والتحليق في النهائيات من جديد القمة السودانية على بُعد خطوة من الظهور مُجدّداً في مجموعات الأبطال

في ظل ظروف أقل ما يمكن أن يُقال عنها، إنّها قاسيةٌ للغاية، اتخذ الاتّحاد السوداني لكرة القدم، قرار استمرار المُشاركات الخارجية، بعد أن اندلعت حرب منتصف أبريل والتي وضعت البلاد في مفترق طرق وعطّلت كل ضروب النشاط.. لوهلة اعتبر البعض الخطوة التي أقدم عليها الاتّحاد ضرباً من الجُنون، لأن كل الطرق كانت تقود إلى فشل الخطوة، فعلى الأقل تجميع اللاعبين وتوفير إقامة ومعسكرات وملاعب خارج السودان تحتاج إلى عمل خارق، لكن لأنّ الاتّحاد السوداني لكرة القدم يعي خطورة خطوة توقُّف المُشاركات الخارجية، لأنّ العودة من جديد للتنافس الخارجي لن تكون بالسهولة، فَضْلاً عن أنّها ستجعل الكرة السودانية على مُستوى المُنتخبات والأندية تبدأ من الصفر، ودونكم ما حدث للكرة السودانية عقب فترة توقف قصيرة إبان الرياضة الجماهيرية.
خطوةٌ فعليةٌ
عندما انتقل الاتّحاد السوداني لكرة القدم لخطوة وضع قراره موضع التنفيذ، نظره له الكثيرون بعين الإشفاق والخوف من فشل الخطوة، لكن الاتّحاد السوداني بقيادة الدكتور معتصم جعفر يتمتّع بشبكة علاقات خارجية على مستوى عالٍ، جعلت الخطوة التي أقدم عليها الاتّحاد تحقق نجاحاً أدار الرؤوس دهشة، فما طرق الاتّحاد السوداني لكرة القدم باباً من أبواب الاتّحادات الصديقة والشقيقة إلا ووجد استجابةً سريعةً وحاضرةً بلا تردُّد، مع تحمُّل النذر الأكبر من تبعات تلك الخطوة، فكانت ضربة البداية من المغرب عندما وجد المنتخب الوطني نفسه على موعد مع مواجهة نارية مع المنتخب الموريتاني، وقد وفّر اتّحاد الكرة معسكراً خارجياً على مستوى عالٍ لمنتخبنا الوطني في المغرب، التي وافق اتّحادها بلا تأخير أو تردُّد بقيادة فوزي لقجع على استضافة المعسكر الخارجي لمنتخبنا الوطني، وبالرغم من أنّ مُنتخبنا خسر تلك المباراة بعد أن انعكست ظروف البلاد على المنتخب الوطني، لكن الأهم أن اتّحاد الكرة وضع قرار استمرار مُشَـاركاته الخارجية موضع التنفيذ ونجح في تجميع اللاعبين بجهد خارق في بورتسودان قبل التوجُّه إلى المغرب لينجح بتلك الخطوة في إخراجهم من أجواء الحرب، على أمل أن يُوفّق المنتخب الوطني الأول في التعويض في المباراة المصيرية والحاسمة التي تنتظره في الجولة الأخيرة أمام نظيره الكونغولي، حيث يتيح الفوز في تلك المباراة المرتقبة التي أعد لها منتخبنا العدّة، تحليق صقور الجديان في نهائيات السنغال 2024م، حيث انخرط المنتخب الوطني في معسكرات خارجية ناجحة بالعراق والمملكة العربية السعودية استفاد منها في خوض ثلاث تجارب إعدادية نموذجية أمام نظيريه العراقي والسعودي، الأمر الذي وضع المنتخب في درجة متقدمة من الجاهزية الفنية والبدنية.

مشاركةٌ عربية مُتميِّزةٌ

لم تقتصر المشاركات الخارجية على مستوى المنتخبات الوطنية على المنتخب الأول، بل سجّل المنتخب الأولمبي السوداني حضوراً مُميّزاً في دورة الألعاب العربية التي نظمتها الجزائر، حيث قدم أولمبينا مباريات مُتميِّزة ووجد الإشادة والاستحسان، واستطاع أن يبلغ المربع الذهبي وخاض مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع أمام المنتخب الجزائري صاحب الأرض وتفوّق عليه بركلات الترجيح وظفر بالمركز الثالث عن جدارة ليظفر بالبرونزية برغم الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، وتابع الرياضيون برغم ويلات الحرب تلك النجاحات الباهرة لمنتخبنا الأولمبي والتي خفّفت كثيراً من ويلات الحرب ومعاناتها وكانت بمثابة إشراقات في زمن العتمة.
القمة تتخطّى الأدوار التمهيدية
لم يقتصر الأمر على المنتخبات الوطنية، بل شكّلت الأندية السودانية حضوراً مُميّزاً على مستوى الأبطال والكونفدرالية، حيث شارك العملاقان الهلال والمريخ في دوري الأبطال وحيدوب النهود في بطولة الكونفدرالية، ولم تسعف الخبرة حيدوب النهود لمواصلة المشوار برغم ظهوره الجيد وتأهل الهلال إلى دور الأول بعد انسحاب منافسه من جنوب السودان، في حين أفلح المريخ في خطف بطاقة التأهل عن جدارة على حساب أوتوهو الكونغولي عندما فرض عليه التعادل بهدف في الكونغو ثم عاد وفرض عليه التعادل السلبي في ملعبه الافتراضي بكيجالي ليتأهل للدور الأول، وحرص الاتّحاد السوداني لكرة القدم على تذليل كل مصاعب المشاركة الخارجية للعملاقين، مع توفير ملاعب بديلة وخيارات عديدة من أجل مواصلة المشوار بقوة في دوري الأبطال حتى يُحلِّق العملاقان مُجدّداً في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا برغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
الاتّحاد استحق الإشادة
ما كان لهذه المُشاركات الخارجية أن تتواصل بكل هذا النجاح على مُستوى المنتخبات الوطنية والأندية السودانية لولا المجهودات الخارقة والمُقدّرة التي بذلها الاتّحاد السوداني لكرة القدم، والذي وظّف شبكة العلاقات الخارجية الواسعة التي يتمتّع بها الاتّحاد في توفير المعسكرات والتجارب الخارجية والملاعب التي تستضيف تدريبات ومباريات المنتخبات والأندية، وهو بكل تأكيد إنجازٌ كبيرٌ وعملٌ مُتقنٌ سيُدوِّنه التاريخ بأحرف من نور لقادة الاتّحاد، الذين رفضوا لشمس الكرة السودانية أن تغيب عن المحافل الخارجية في أحلك الظروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى