منصة عطاءات السودان tender.sd عطاءات السودان
التقارير

الجنرال حميدتي بدارفور مجدداً .. جراحة عميقة لملف الصراعات

الخرطوم : المحور

تقرير:

لم تمضي أشهر قليلة علي مغادرته الخرطوم .. ضجت حينها الأساطير ومجالس الساسة بمغادرته العاصمة القومية…والآن بعد إندلاع الأحداث بمحلية بليل إتخذ حميدتي القرار سريعا بشدالرحال مجددا الي دارفور وفي ذهنه سؤالا واحدا ظل يردده في كل لقاءاته مع الإدارات الأهلية”من أجل ماذا نقتل بعضنا” …

أرضية صلبة
وقال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إن الأحداث التي شهدتها المناطق الشمالية الشرقية من محلية بليل مرفوضة بكل المقاييس، مؤكداً قدرة الحكومة باجهزتها الرسمية على ضبط المتسببين في هذه الأحداث، وتقديمهم لمحاكمات عادلة.
وأكد لدى مخاطبته الفعاليات الشعبية والأهلية للمنطقة أن الزيارة والوفد المرافق له تهدف لتأسيس أرضية صلبة لانطلاقة الخدمات التنموية والأمنية بالمنطقة، مبيناً أن الحكومة من مسؤلياتها تأمين المواطنيين وحفظ ممتلكاتهم.
ووجه سيادته حكومة ولاية جنوب دارفور بتقديم الخدمات الضرورية لأهل المنطقة، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان أمنهم وسلامتهم.
وترحم دقلو على شهداء الأحداث وتمنى عاجل الشفاء للجرحى والمصابين.في وقت تبرع فيه ببناء مسجد متكامل من المواد الثابتة بقرية ام موري وذلك لتمكين مواطني المنطقة من اداء شعائرهم الدينية على الوجه المطلوب.

وعود بالحسم
وأكد حميدتي حرص الدولة على وضع حد لتلك التجاوزات والأحداث المؤسفة، باتخاذ التدابير الأمنية اللازمة من خلال وضع ارتكازات امنية للمناطق المتأثرة بالأحداث، وطالب دقلو المواطنين بالتعاون مع لجان التحقيق وَمدها بالمعلومات الحقيقية والكشف عن المتفلتين الذين تسببوا في الأحداث، فضلاً عن الإدلاء بالمعلومات الحقيقية عن الممتلكات التي فقدت والمنازل التي حرقت، والشهداء والجرحى والمفقودين.
واكد نائب رئيس مجلس السيادة أن الحكومة ستضع خارطة طريق وسياسة أمنية محكمة لوضع حد لهذه التفلتات عبر انشاء ارتكازات شرطية لحماية المواطنين.

السلام اولا
ووجه دقلو بضرورة الوقوف والتصدي لاصحاب الاجندات من الناشطين الذين يحيكون الأكاذيب والفتن وسط المجتمع، ويثيرون النعرات القبلية والعنصرية، مشدداً على ضرورة نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين كافة المجتمعات.

رضا شعبي
واكد نائب رئيس مجلس السيادة انه لا تسامح مع أي معتدي، مطالباً مواطني تلك المناطق بعدم التستر او حماية أي مجرم او متفلت، والمساعدة في تقديم المعلومات الصحيحة للجنة التحقيق عن الجهات او الأفراد الذين حرقوا ونهبوا بعض مناطق محلية بليل.

من جانبهم أشاد مواطنو مناطق قشطير، فج الخلا وغبشة، باهتمام نائب رئيس مجلس السيادة بقضاياهم، وتفقد أحوالهم والاستماع لمشاكلهم، ووقوفه ميدانياً على الاعتداءات التي تعرضوا لها، مؤكدين تعاونهم مع الأجهزة الأمنية من أجل كشف الجناة الحقيقيين وتقديمهم لمؤسسات العدالة.

آشراف سيادي
في سابقة هي الاولي أشرف نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول *محمد حمدان دقلو* بنفسه ، على توزيع معينات الإيواء والسكن للمواطنين بالقرى المتضررة جراء الاعتداءات التي تعرضت لها من مجموعات متفلتة، بمحلية بليل بولاية جنوب دارفور.حيث طاف حميدتي على الأسر المتعففة والمتضررة بمنطقة أموري ووقف على توزيع المساعدات.
واطمأن على عودة الأمور إلى طبيعتها في المناطق المتضررة بمحلية بليل.
وتتمثل المعينات في عدد مائة كرنك وسبعين قطية و١٠٠٠ سلة غذائية، وهي تعد ضربة البداية لإعمار هذه القرى، حيث ستتواصل عمليات توزيع المعينات لبقية القرى التي لم تصلها المساعدات بعد.

شكر وتقدير
وأعرب المواطنون في هذه المناطق عن شكرهم وتقديرهم لنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، على وقفته الإنسانية معهم وبقائه معهم في هذه القرى المتضررة تحت ظلال الأشجار ولمدة خمسة أيام متتالية، وقالوا إنهم وبرغم الاعتداءات التي وقعت عليهم فإنهم لن يهجروا قراهم ومناطقهم بسبب هذه الأحداث.
وطالب المواطنون بضرورة تأمين هذه القرى لمنع تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلا، مؤكدين دعمهم لجهود الدولة في عمليات جمع السلاح من أيدي المواطنيين وحصره في يد القوات النظامية.
وشددوا على ضرورة وضع ضوابط صارمة للتصدي لظاهرة إستغلال بعض ضعاف النفوس للزي العسكري دون وجه حق وإبتزاز المواطنين به لتحقيق مكاسب شخصية مؤكدين أن هناك بعض المتفلتين يستغلون هذا الزي لزعزعة الأمن والإستقرار بهدف مطامع دنيوية.

المخرج الوحيد
وجدد نائب رئيس مجلس السيادة، دعمه وتأييده للإتفاق الإطاري، باعتباره المخرج الوحيد لمعالجة الأزمة السياسية بالبلاد.
وكشف عن اتصالات مع حركات الكفاح المسلح التي لم توقع على اتفاقية جوبا، بهدف إلحاقها بالتوقيع على الاتفاق الإطاري من خلال إدراج ملاحظاتهم، وأشار إلى أن الإتفاق يمثل مخرجاً آمناً للبلاد من الإنزلاق،كما يعتبر لبنة أساسية لإستكمال الفترة الإنتقالية، وقال إن السلام هو الخيار الأوحد الذي لا تراجع عنه،واضاف” السلام خط أحمر، لا نقبل فيه.” وقال يجب أن يشارك جميع الموقعين إلا أصحاب الأجندة، وزاد (أصحاب الأجندة أو العندو دريبات تحت لا نقبل به).
وقال دقلو، أنه لم يشارك في تحديد الموقعين على الإتفاق الإطاري، ووجد حين عودته من مدينة الجنينة، أن الموقعين على الإتفاق محددين بالاسم، مشيراً إلى أن همه الوحيد هو إيجاد مخرج للبلد، حتى لا تتفرتق

نجاح غير مسبوق
ويري مراقبون بأن حميدتي حقق نجاح غير مسبوق وإستحق لقب رجل السلام مشيرا إلي أن وثيقة وقف العدائيات التي تم توقيعها انجاز حقيقي .. وقال المحلل الاستراتيجي واستاذ العلوم السياسية فتح الرحمن احمد ،قال بأن دقلو أحد القادة الذين يصعب طي صفحاتهم في يوم من الايام .. مشيرا إلي أن دقلو شد الرحال ولم يتنكر إلي اهله ولا ثقافتهم وقال “لا يعقل بأن الرجل القاني في الدولة ينام في الخيام تضامنا مع مواطنيه” وشدد فتح الرحمن علي ضرورة إتحاد الشعب السوداني ومكانته خلف حميدتي باعتباره قائد حقيقي خرج من رحم هذا الشعب ولم يتنكر له. مشيرا من التمادي في الصراعات القبلية التي سترمي بالسودان إلي التهلكة لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى